(المثبتات والمنفيات في كلمة التوحيد)

اعلم رحمك الله أن معنى لا إله إلا الله: نفي وإثبات؛ (لا إله): نفي، (إلا الله) إثبات.

تنفي أربعة أنواع، وتثبت أربعة أنواع:

المنفي: الآلهة، والطواغيت، والأنداد، والأرباب.

فالإله: ما قصدته بشيء من جلب خير، أو دفع ضر، فأنت متخذه إلها.

والطواغيت: من عبد وهو راض، أو ترشح للعبادة مثل: شمسان؛ أو تاج، أو أبو حديدة.

والأنداد: ما جذبك عن دين الإسلام من أهل أو مسكن أو عشيرة أو مال فهو ند، لقوله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله).

والأرباب: من أفتاك بمخالفة الحق، وأطعته مصدقًا، لقوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون).

وتثبت أربعة أنواع:

القصد: كونك ما تقصد إلا الله.

والتعظيم والمحبة؛ لقوله عزَّ وجلَّ: (والذين آمنوا أشد حبا لله).

والخوف

والرجاء؛ لقوله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عبادة وهو الغفور الرحيم).

فمن عرف هذا قطع العلائق من غير الله.

ولا يكبر عليه جهامة الباطل،.

كما أخبر الله عن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام بتكسيره الأصنام، وتبريه من قومه؛ وقوله تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده).