فضائح الأشعرية

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:

بسم الله الرحمن الرحيم

ومما يشبه هذا:

الأولى: يجوزون على الله أن يأمر بكل شيء، ويفعل كل شيء، وينزهونه عن حقائق أسمائه وصفاته، ولا يتم التوحيد إلا به.

الثانية: وينهون عن تصديق الرسل فيما أخبروا به، ويقلدون طواغيتهم فيما يخالف العقل والنقل، ويقولون: هم أعلم.

الثالثة: يفتون بحمل كلام العامي في العقود على شواذ اللغة، التي لم تخطر بباله، ويحرفون كلام الله المحكم، وكلام رسوله الواضح على غير مراده.

الرابعة: ويحيلون الجواب على من مات من علمائهم أو غاب ، وهو أوغل منهم في الارتياب.

الخامسة: ويدعون كمال العلم والإحاطة، ويصرحون أنهم لا يفهمون منه كلمة واحدة.

السادسة: ويجزمون بصحة الإجماع، ويكفرون من خالفه، ويقولون: مذهبنا بخلافة وهو أحكم.

السابعة: والعلم المفروض عليهم يحرمون طلبه، وعلومهم التي يدأبون فيها؛ خيرها ما حرم عليهم السؤال عنه.

الثامنة: ويتكلمون بما يقتضي الإحاطة بعلم الله وحكمته في خلقه وأمره، وما ظنوا أنه خلاف الحكمة قالوا: لا يفعل لحكمه، بل لمشيئة، فإذا رأوا من طواغيتهم خلاف ما أصلوالهم من القواعد سلموا لهم، وقالوا: هم أعلم.

التاسعة: ثم يتناقضون، فيتكلمون في شرعه بالتعليل الباطل، ويولدون عليه ما شاءوا.

العاشرة: ويتكلمون في عصمة الأنبياء بما يضحك العاقل، ويوسعون الكلام فيه، ويفردونه بالتصنيف، والنوع الذي انعقد الإجماع على العصمة فيه - وهو حظهم ونصيبهم - لا يلتفتون إليه، بل يحرمون الالتفات إليه، ولو صح كلامهم في الأول فلا تعلق له بهم.

الحادية عشرة: ويقولون: الأصول التي يكفر مخالفها هي: التي تعلم بالعقل، وما لا فهي الشرعيات وهذا تناقض؛ فإن الكفر إنكار السمعيات، ولا يعرف إلا بها؛ ومن تدبر هذا عرف أنهم شر من الخوارج، الذين علقوا الكفر بمخالفة الكتاب، ولكن غلطوا، وهؤلاء الذين علقوه بغيره اتفق السلف على أن قولهم شر من قول الخوارج، وارتكبوا معه أربع عظائم:

الأولى: رد نصوص الأنبياء.

الثانية: رد ما وافقها من العقل.

الثالثة: جعل ما خالفها أصولاً للدين.

الرابعة: تكفيرهم، أو تفسيقهم، أو تخطئتهم من خالفها واتبع الأنبياء.

وقد أمرنا أن نتدبر القرآن، ولا يكون إلا إذا كان بيناً،فأما إن احتمل معاني ولم يبين المراد، لم يمكن أن يتدبر، ولهذا تجد من زعمه قد اشتمل كلامهم من الباطل على ما لا يعلمه إلا الله، بل فيه من الكذب في السمعيات، نظير ما فيه من الكذب في العقليات، بل منتهى أمرهم إلى القرمطة في السمعيات، والسفسطة في العقليات، وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئاً من الكتاب والسنة، حتى في المسائل العملية، والقضايا الفقهية.

الثانية عشرة: والتوحيد عندهم: إنكار صفات الكمال، ونعوت الجلال، والشرك إثباتها، ودينهم اتخاذ أكابرهم أرباباً من دون الله.

الثالثة عشرة: ويزعمون أنهم ما عظموهم إلا لأجل الله، ثم يستخفون به، ويسبونه مسبة ما سبها إياه أحد من البشر.

الرابعة عشرة: ويزعمون أن فعلهم تعظيم وإجلال للأنبياء والصالحين، وهم مع ذلك يكذبونهم، ويكفرونهم، ويستجهلون من صدقهم وآمن بهم؛ وهذا والذي قبله من أعجب العجاب!.