قصيدة منسـوبة للحسيــن رضي الله عنه
باتوا على قللِ الاجبال تحرسُهم ***غُـلْبُ الرجالِ فما أغنتهمُ القُللُ
و استنزلوا بعد عزّ من معاقلهم ***وأودعوا حفراً يـابئس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد ما قبروا***أين الاسرّةُ و التيجانُ و الحللُ
أيـن الوجوه التي كانتْ منعمةً***من دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ
فـافـصـحَ القبرُ حين ساءلهم***تـلك الوجوه عليها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا***فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طالما عمّروا دوراً لتُحصنهم***ففارقوا الدورَ و الأهلينَ وارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا***فـخلّفوها على الأعداء و انتقلوا
أضـحـت منازلُهم قفراً معطلةً***و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
سـل الـخـليفةَ إذ وافت منيتهُ***أين الحماة و أين الخيلُ و الخولُ
ايـن الرماة ُ أما تُحمى بأسهمِهمْ***لـمّـا أتـتك سهامُ الموتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا***أين الجيوش التي تُحمى بهاالدول
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا ***عـنك المنية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً ***من روحه بجبالِ الموتِ تتصلُ