قال أبو العتاهية رحمه الله تعالى:
يا نَفْسِ ! ما هوَ إلاّ صَبرُ أيّامِ ، ** كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُ أحلامِ
يا نَفسِ ! ما ليَ لا أنْفَكّ مِنْ طمعٍ ** طرفِي عليهِ سريعٌ طامحٌ سامِ
يا نَفْسِ ! كوني ، عن الدّنيا ، مُبعدةً ، ** وَخَلّفّيها ، فإنّ الخَيرَ قُدّامي
يا نَفْسِ ! ما الذُّخرُ إلاّ ما انتَفَعتِ به ** بالقَبرِ ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُ إكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ في تَصَرّفِهِ ، ** إن الزمانَ لذو نَقْضٍ وإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّى نَذارَتَهُ ، ** وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُ أيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا ، وأعظِمُها ** جهلاً ولم أرَهَا أهلاً لإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌ مَناكِبَهُمْ ، ** حثُّوا بنعشكَ إسراعاً بأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍ تودعهُ ** تهدي إلى حيث لا فادٍ ولا حامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ في تقاربهِمْ ** لولا تفاوتُ أرزاقٍ وأقسامِ