وماذا لو كان ؟!

تقدير أسوأ الاحتمالات في كل حال ، فمن أصابته مصيبةُ في دنياه ، فليقدِّر أنها في دينه ، وتلك ـ والله ـ التي لا تُحتمل ! فهي الحالقة .
ومن فقد أحداً من أولاده ـ وتلك مصيبة رهيبة ـ عليه أن يتخيَّل حاله لو فقد أهل بيته جميعاً !
ومن سُرق بيته ـ وذلك مبعث كمدٍ ونكدٍ ـ فليُقدِّر أنه سُرق أحدُ أبنائه أو سُرق عرضه !
فما من مصيبة إلاَّ وهناك أكبر منها . فليقدِّر أسوأ الاحتمالات ، وليُرضِّ نفسه بذلك ، فإنَّ المصائب ترقِّقُ بعضها بعضاً .
" كانتِ امرأةٌ مِن العابداتِ بالبصرةِ تُصابُ بالمُصيبةِ العظيمةِ فلا تجزّعُ ، فقيل لها في ذلك ؛ فقالت : ما أُصابَ بِمُصيبةٍ فأذكر معها النَّارَ إلاَّ صارت في عيني أصغرَ مِن الترابِ " [63]
كن عظيمًا

الانشغال بالمهمات والترفع عن السفاسف والتوافه ، فالعظماء لا يهتمون إلاَّ بالعظائم ، فإيَّاك وبنيات الطريق .
أوَ كلما طَنَّ الذبابُ طردته إن الذباب إذن عليَّ كريم
ولو أنَّ كلَّ ما يعرض للإنسان مما لا يحب أخذه بعين الجدِّ والاهتمام وبمزيد من الحرص والعناية ، لتعكَّر صفو الحياة ، ولضاقت عليه الدنيا بما رحبت .
حبل الأمل لا ينفصل :

الأمل ، فمن تعلَّق بالأمل .. وصل !
أُعلِّلُ النَّفسَ بالآمالِ أرقُبُها ما أضيق العيشِ لولا فُسحةُ الأمل [64]!
وما أجمل شعاع النور إذا انبثق من بين دياجير الظلام !
فالأمل يجعل الضيِّق واسعًا ، والقليل كثيرًا ، والصغير كبيرًا ، ويفسح المجال للعمل ، ويطرد التقاعس والكسل .
قال تعالى :{.. ولا تيأسوا من روح الله إنَّه لا ييئس من روح الله إلاَّ القوم الكافرون}[65]
وقال تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلاَّ الضالون }[66]
دَعِ المقاديرَ تجري في أَعِنَّتِها ولا تبيتنَّ إلاَّ خالي البالِ
ما بينَ غمضَةِ عينٍ وانتباهَتِها يُغيِّرُ الله من حالٍ إلى حالِ [67]
لا وقت للأحزان :

إشغال النفس بما ينفع ، وملء الفراغ بما يُمتع ، فلا يبقى وقت للتذكر لما مضى أو للتفكير فيما سيأتي إلاَّ فيما لابُدَّ منه ، وما فيه منفعة في العاجل أو الآجل ، فإن العاطل عن العمل لدينه أو دنياه يحمل همَّ اللحظة التي يعيشها وغمَّ اللحظة التي يرتقبها .
فالفراغ يجعل القلب والعقل فارغين ، وذلك ـ والله ـ محزنٌ مؤلمٌ !
لقد هاجَ الفراغُ عليك شُغلاً وأسبابُ البلاءِ من الفراغِ
فمن وقع عليه ما يؤلمه ، فليفزع إلى العمل وإشغال الوقت بما فيه فائدة لدينه أو دنياه ، وسيرى كيف ينسى همومه ، وتذهب عنه أكداره .
دفع الموانع :

دراسة موانع السعادة وحصر ما يعارضها في حياة العبد ، وطرح الحلول للتخلص منها ـ إن أمكن ـ أو لتخفيفها ـ على الأقل .
وبدقائق معدودة يستغرقها الإنسان في دراسة واقعه ووقائعه ، والاستفادة من ماضيه وما حدث فيه ، والتخطيط لمستقبله ، قد يتخلَّصُ ـ بإذن الله تعالى ـ من كثير من موجبات الأحزان ومسببات الشقاء .
ولو كان المرء جاداً مع نفسه لربما وجد أنَّ بواعث الألم ومصادر الحزن لا تستحقُّ ذلك منه ، ولربما وجد أنه قد حزن على فوات محرَّم ، فيأثم !
الظفر مع الصبر :

الصبر على البلايا ، والمكاره والرزايا ، واحتساب الأجر عليها .
قال تعالى :{ واستعينوا بالصبر والصلاة إنَّ الله مع الصابرين } [68]
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" ما يُصيبُ المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا هـمٍّ ولا حَزَنٍ ولا أذًى ولا غـمٍّ حتى الشوكةَ يُشاكُها إلاَّ كفَّر اللهُ بها من خطاياه " [69]
وعن صهيب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" عجبًا لأمر المؤمنِ إن أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، وليس ذلك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن ، إن أصابتهُ سرَّاء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضرَّا صبر فكان خيرًا له " [70]
إن الأمورَ إذا سُدَّت مطالبُها فالصبر يفتق منها كلَّ ما ارتَتَجا
لا تيأسنَّ وإن طالت مُطالبةٌ إذا استعنتَ بصبرٍ أن ترى فرجا
أخلِق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومُدمن القرعِ للأبوابِ أن يَلِجا [71]
" قال فتح الموصلي : عثرَت امرأةٌ مُتعبِّدةٌ يُقالُ لها ( موافقة ) ، فسقطَ ظُفرُ إبهامها ، فضحكت ، فقيل لها : يا موافقة ، يسقطُ ظُفرُ إبهامِكِ وتضحكين ؟!
فقالت : إنَّ حلاوةَ ثوابه أزالت عن قلبي مرارةَ وَجَعه " [72]
تلفَّت حولك :

النظر في أحوال الناس ، فمن ذا الذي قد سلم مما يعكِّر عليه صفو حياته ويكدِّر عليه نقاء عمره ؟!
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلتُ نفسي [73]
فإذا وجد المحزون حوله من يعاني مما يعاني منه أو أكثر أو أقل هان عليه الصبر على ما فقد ، وسهل عليه الشكر فيما وجد .
" قال بعض الحكماء : كيف تَقرُّ لي عينٌ وتسكن لي جارحة إلى أمانٍ أو ثقةٍ ، وليس يقع طرفي إلاَّ على منزل قد خلا ممن يسكنه ، وحالٍ منتقلة إلى غير من كانت له ؟
قال : فأنا منتظر مثل حال من خلا ، ومتوقع لنصيبي من البِلى " [74]
وقالت : ما بال وجهك قد نضت محاسنه والجسم بان شحوبه
فقلت لها : هاتي من الأناسي واحداً صفا وقته والنائبات تنوبه
تأمل المثلث :

النظر للحياة من عدَّة زوايا ووجوه ، وتأمل المثلث !
إنك تجد أن إحدى زواياه حادة ، تنفذ إلى عينك كالسهم وتخترق قلبك كالرمح ، ثم تراه من زاوية أخرى ، فتجدها زاوية منفرجة ، كلما أمعنت فيها النظر زادت انفراجا واتساعاً .
وكذلك كثير من الأمور ، فتعدد النظرات من وجوهٍ عِدَّة ، تدلُّ ـ بإذن الله ـ على سُبل الانفراج فيها ، ومواطن التيسير منها .
ومن عادة الأيام أنَّ خطوبَها إذا سَرَّ منها جانب ساءَ جانبُ
اصنع حياتك :

حياتك تبعٌ لأفكارك وتصوراتك . فكيفما تصوَّرتها كانت .
فمن رأى الحياة هينة هنيئة سهلة سعيدة كانت له كذلك ، ومن رآها سوداء مظلمة تملؤها الكآبة والأحزان كانت عليه كذلك .
فانظر إلى ما يسرُّك فيها واعرض عما يسؤك منها ، وتذكر أن مع العسر يسرًا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمة ـ رحمه الله ـ : " ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري ، إن رحت فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة . وكان يقول في محبسه في القلعة : لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة " [75]
إنَّ الحياةَ هي السعادةُ للذي يزورُّ عن تزويرها وغرورها
وهي الشقاءُ لمن يرى أشواكها فيفر من أزهارها وعبيرها [76]
الحزن هو السعادة :

فليكن فرحك بدينك ، وحزنك على الحرمان منه أو من بعضه ، فإنَّ الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلاَّ من يحب .
قال تعالى :{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون } [77]
فالحزن المطلوب أن تحزن على ما فاتك من طاعة الله ، وتحزن على ما إجترحت من معاصي الله .
عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من سرَّته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن "[78]
وتحزن لحزن المؤمنين ، وتتألم لما أصاب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من نكبات وكربات ، وتحزن على ما أمامك من أهوال الموت وسكراته ، والقبر وظلماته ، والحشر وأحواله ، والنشر وأهواله ، والوقوف بين يدي مالك يوم الدين ، فإنه من أمن هنا فزع هناك ، ومن خاف هنا أمِن هناك ، فلا يجمع الله لعبده بين أمنين أو خوفين وهو أرحم الراحمين .
الهم الأول :

جمع القلب على الله تعالى ، والإقبال عليه ، والفزع إليه ، والتعلق به ، وجعل الهمّ هماً واحداً وهو ؛ كيف السبيل إلى رضاه ؟ وإدراك محبته ؟ والقرب منه ؟ في الدار الآخرة !
{ فإذا فرغت فانصب . وإلى ربك فارغب }[79]
قال بعض السلف : لَـمُصانعَةُ وجهٍ واحدٍ أيسر عليك من مصانعة وجوهٍ كثيرة "
عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مَن جعل الهمومَ همَّاً واحدًا ـ همَّ المعادِ ـ كفاه الله هـمَّ دُنياه ، ومَن تشعَّبت به الهموم من أحوال الدنيا ؛ لم يبالِ الله في أي أوديتها هلك " [80]
وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مَن كانت الآخرة همَّه ؛ جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومَن كانت الدنيا همَّه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرَّق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلاَّ ما قُدِّر له " [81]
" نظر عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله تعالى ـ إلى رجلٍ عنده متغير اللون ، فقال له : ما الذي أرى بك ؟! وألحَّ عليه بالسؤال ، فقال : إذا أبيت إلا أن أخبرك ، فإني ذقت حلاوة الدنيا ، فصغر في عيني زهرتها وملاعبها ، واستوى عندي حجارتها وذهبها ، ورأيت كأن الناس يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار ، فأسهرت لذلك ليلي وأظمأت له نهاري ، كلُّ ذلك صغير حقير في جنب عفو الله وثواب الله عزَّ وجلَّ وجنب عقابه " [82]
إنما الدنيا وإن سرَّت قليلٌ من قليل
إنَّما العيش جوار الله في ظلٍّ ظليل
حين لا تسمع ما يؤذيك مِن قالٍ وقيل
دوام الحال من المحال :

العلم بأنَّ الدنيا لا تبقى على حال ، ولا تستقرُّ على وضع ، ولا تثبت على أمر ، بل هي قُلَّب ، تُداول الأحوال على أهلها ، فما الحزن فيها بخالد ، كما أنَّ الفرح ليس بخالد .
هي الأيام كما شاهدتها دولٌ من سرَّه زمن ساءته أزمان
فهذه الأيام مطايا ، يرتحلها العبد ، لتحُطَّ رحالها على عتبة الموت ، مرَّة على مطيَّةُ الخير ، وأخرى على مطيَّة الشرّ ، مرَّةً بما يسرُّ الراكب وأخرى بما يضرُّه ، مرَّة بما يأمله ، ومرَّة بما يؤلمه .
قال تعالى : { ونبلوكم بالشرِّ والخير فتنة وإلينا ترجعون } [83]
ما يكون الأمرُ سهلاً كلُّه إنما الدنيا سرورٌ وحزُون
هوِّنِ الأمرَ تعش في راحةٍ قَلَّ ما هوَّنتَ إلاَّ سيهون
تطلب الراحة في دار العَنا ضَلَّ من يطلبُ شيئاً لا يكونُ
قالب هنا ، وقلب هناك :

العيش في الدنيا بمنظار الآخرة ، فمن كان فيها سعيداً فليتعلَّق قلبه بالسعادة التي لا تنقضي والهناء الذي لا ينتهي يوم يدخل الجِنان في دار الأمان .
ومن كان في شقاءٍ وبؤس ، فليتذكر شقاء أهل النَّار ، وما هم فيه من كربات وحسرات ..
وبهذا يعيش العبد مع النَّاس بجسده وقالبه ، يخالطهم ويعاملهم ، أمَّا قلبه وعقله ، فهو متصلٌ بالدار الآخرة .
" دخلَ رجلٌ على أبي ذرٍّ ـ رضي الله عنه ـ فجعلَ يُقلِّبُ بصرَهُ في بيتِهِ ، فقالَ لَهُ : يا أبا ذرٍّ ، ما أرى في بيتِكَ متاعاً ولا غيرَ ذلكَ مِن الأثاثِ ؟! فقال : إنَّ لنا بيتاً نُوجِّهُ إليه صالِحَ متاعِنا ، قال : إنَّهُ لابُدَّ لكَ مِن متاعٍ ما دُمتَ ها هُنا ، فقال : إنَّ صاحِبَ المنزِلِ لا يَدَعُنا فيهِ " [84]
وهذا ـ وربي ! ـ من تُحفِ السلف ، يمرُّ أحدهم على الفاكهة لا يستطيع أن يشتريها ، فلا يتندم أو يتبرَّم ، وإنما يبتسم ـ ابتسامة الرضا والأمل ـ ويقول لها : موعدنا غداً ـ إن شاء الله ـ في الدار الآخرة !
ويتعدَّى عليه من يظلمه أو يخذله ، فيقول له ـ في سكينة وهدوء :
إلى ديَّان يوم الدين نمضي وعند الله يجتمع الخصومُ !
ويُمنع مما يبتغي ، ويُحرم مما يشتهي ، فلا يحزن أو يشقى ، وإنما يقول في تسليمٍ ورضى : ما عند الله خيرٌ وأبقى !
فمن كان قلبه معلَّقٌ بالسماء ، هل يحفل بما يحصل على الغبراء ؟!
" تزوجت معاذة العابدة بصلة بن أشيم ، فأدخله ابن أخيه الحمَّام ، ثمَّ أدخله بيتاً مطيَّباً ، فقام يصلي ، فقامت فصلَّت . فلم يزالا يصليان حتى برق الفجر .
قال ابن أخيه : فأتيته ، فقلت : أي عَمِّ تزوجت الليلة ، فقمتَ تصلي وتركتها ؟!
فقال : إنك أدخلتني أمس بيتاً أذكرتني به النار ، ثم أدخلتني بيتاً أذكرتني به الجنَّة ، فما زالت فكرتي فيهما حتى أصبحت ." [85]
لا تزد الطين بلة

العلم بأنَّ الدنيا ـ وإن طالت ـ فهي قصيرة ، والعمر فيها محدود ، والزمن معدود ، فلماذا نقصِّرُها بالهمِّ والأحزان ، ونملؤها بالغمِّ والحرمان ؟!
سئل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ عن الدنيا ، فقال : تَـغُـرُّ ، وتَضُرُّ ، وتـمُـرُّ .[86]
هذي الحياةُ ، فهل بدا لشقائها يا صاحِ آخر؟
تمضي بنا والأمهاتُ يلدنَ سكان المقابر
عيش الفتى فيها خيالٌ مرَّ في ليلٍ بخاطر
فرح لا حزن بعده

اليقين بأنَّ السعادة الحقيقية ليست في الدنيا وإنما هي في الدار الآخرة للمؤمنين . وأنَّ سعادة الدنيا ـ إن حصلت ـ فإنها لا تُساوي شيئاً مذكوراً في نعيم الآخرة لمن أكرمه الله به .
قال تعالى : { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } [87]
قال الله تعالى عن السعداء في دار الهناء : { فأما الذين سُعِدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلاَّ ما شاء ربك عطاءً غير مجذوذ }[88]
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرًا قط ؟ هل مرَّ بك نعيم قط ؟
فيقول : لا ، والله يا رب .
ويؤتى بأشد الناس بؤسًا في الدنيا من أل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسًا قط ؟ هل مرَّ بك شدة قط ؟
فيقول : لا ، والله يا رب ما مرَّ بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط " [89]
وعن المستورد بن شداد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" والله ! ما الدنيا في الآخرة إلاَّ مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بم يرجع " [90]
قال الله تعالى عن أهل الجنة :{ وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنَّا الحزن إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلَّنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب } [91]
فمن أراد البحث عن الراحة من العناء ، والسلامة من الشقاء ، والنجاة من التعب والنَّصب ، فإنما هي في الجنَّة ، حيث النعيم الذي لا يكدره شقاء ، والسعادة التي لا يخالطها عناء ، والسرور الذي لا يتجاور ـ أبداً ـ مع الأحزان !
فإنَّك بدخولك الجنة تُلقي الهموم والغموم والأكدار خلف ظهرك ، لتدخل إلى جنَّة ربك ، حيث الرضا والرضوان ، والسعادة والاطمئنان ، والأمان من الأحزان ، في جوار الملك القهَّار ، وأعظم به من جار !
إنَّ الشقي الذي في النَّار منزلهُ والفوز فوز الذي ينجو من النَّار

وكتبه
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
بيَّض الله وجهَهُ ووقاهُ فَزَعاً يومَ القمطرير وهولَهُ
وأثابَ الفردوسَ مَن قال : آمين وأعطاه يومَ يلقاه سؤلَهُ
جدة (21468)
ص . ب (34416)
----------------------------------
[1] الأنعام : 125
[2] الزمر :22
[3] النحل :97
[4] الوابل الصيب من الكلم الطيب ـ ابن قيم الجوزية ـ ص 70
[5] هود :6
[6] الذاريات :22
[7] أخرجه الطبراني في الكبير وابن عدي في الكامل ، انظر : صحيح الجامع (1/336) (1630) .
[8] أخرجه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر ، انظر : السلسلة الصحيحة (2/672) (952) .
[9] محمد بن إدريس .
[10] التوكل على الله ـ ابن أبي الدنيا ـ ص 36
[11] صحيح سنن الترمذي ( 3/300) (2006) .
[12] آل عمران : 173
[13] الطلاق : 3
[14] التوكل على الله ـ ابن أبي الدنيا ـ ص 58
[15] الأحزاب : 38
[16] صحيح الترمذي (2/309)(2043) .
[17] صحيح مسلم (4/1629) (2664) .
[18] الحديد : 22
[19] الطلاق :4
[20] المائدة : 69
[21] مدارج السالكين ـ ابن قيم الجوزية (1/464) .
[22] الحطيئة .
[23] شرح حديث ( لبيك اللهم لبيك ) ابن رجب الحنبلي ـ ص 68
[24] شرح حديث ( لبيك اللهم لبيك ) ابن رجب الحنبلي ـ ص 61
[25] الوابل الصيب من الكلم الطيب ـ ابن قيم الجوزية ـ ص 66
[26] صحيح سنن النسائي (3/827) (3680) .
[27] صحيح سنن أبي داود ( 1/244) (1170) .
[28] المعارج :
[29] البقرة : 45
[30] الشورى : 30
[31] النساء : 79
[32] السجدة : 21
[33] طه : 124
[34] صحيح البخاري (8/216) (6407) .
[35] الرعد : 28
[36] يونس : 57
[37] الأنعام : 122
[38] أخرجه الحاكم في المستدرك ، انظر : صحيح الجامع وزيادته (2/707)(3795) .
[39] الرحمن : 60
[40] محمد بن علي الهندي .
[41] أخرجه أحمد في المسند ، انظر : السلسلة الصحيحة (2/533)(854) .
[42] صحيح البخاري (1/60 ) و صحيح مسلم (1/68) (43) ..
[43] طه :25
[44] صحيح مسلم (4/1658) ( 2720 ) .
[45] صحيح البخاري (7/205) ( 6369) .
[46] النمل : 62
[47] صحيح البخاري (7/228 ) (6446) وصحيح مسلم (2/599) (1051) .
[48] صحيح البخاري ( 7/224) (6436) وصحيح مسلم (2/598) (1049) .
[49] صحيح مسلم (2/601) (1054) .
[50] حلية الأولياء ( 3/117) .
[51] صحيح سنن ابن ماجه (2/394)(3318) .
[52] التوكل على الله ـ ابن أبي الدنيا ـ ص 65
[53] لقمان : 23
[54] البلد :4
[55] صحيح مسلم (3/1797) (2956) .
[56] الزهد ـ للإمام أبي عبد الله القرطبي ( صاحب التفسير ) ـ ص 71 ، وقد رويت عن أمير المؤمنين في الحديث ؛ صاحب فتح الباري ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى .
[57] أبو العتاهية .
[58] سير أعلام النبلاء ـ الذهبي (6/292) .
[59] ابن العميد .
[60] صحيح مسلم (4/1800) (2963) .
[61] صحيح البخاري ( 7/239) (6490) وصحيح مسلم (4/1799) (2963) .
[62] شرح السنَّة ـ للبغوي (14/295) .
[63] المجالسة وجواهر العلم ـ أبي بكر أحمد الدينوري المالكي (2/513) .
[64] الطغراني .
[65] يوسف : 87
[66] الحجر : 56
[67] أبو نواس
[68] البقرة : 45
[69] صحيح البخاري (7/3) (5641) .
[70] صحيح مسلم (4/1815) (2999) .
[71] محمد بن بشير .
[72] صفة الصفوة ـ ابن الجوزي (4/191) بتصرف .
[73] الخنساء ـ رضي الله عنها .
[74] قصر الأمل : ابن أبي الدنيا ـ ص199
[75] الوابل الصيب من الكلم الطيب ـ ابن قيم الجوزية ـ ص 70
[76] مصطفى الغلاييني .
[77] يونس : 58
[78] أخرجه الطبراني في الكبير ، انظر : صحيح الجامع (2/1079) (6294) .
[79] الشرح : 8
[80] صحيح سنن ابن ماجه (2/393 ) (3315) .
[81] صحيح سنن الترمذي ( 3/300) ( 2005) .
[82] التخويف من النار ـ ابن رجب الحنبلي ـ ص45
[83] الأنبياء : 35
[84] المجالسة وجواهر العلم ـ أبي بكر أحمد الدينوري ( 2/ 646) .
[85] صفة الصفوة ـ ابن الجوزي (3/145)
[86] أدب الدنيا والدين ـ الماوردي ـ ص 252
[87] التوبة :38
[88] هود : 107
[89] صحيح مسلم (4/1715) (2807) .
[90] صحيح مسلم (4/1738) (2858) .
[91] فاطر : 35