قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ- وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ). إلى قوله: (تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ). [آل عمران 100-108].

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: فيه مسائل:
الأولى: معرفة سبب النزول يدل على شدة الحاجة لها فإذا احتاجوا فكيف بغيرهم؟
الثانية: الخوف على مثلهم الردة بذلك، فكيف بمن دونهم؟
الثالثة: أن فيمن أوتي الكتاب من يدعو إلى الردة مثل ما أن فيهم من يدعو إلى الله.
الرابعة: التصريح بأن ذلك بعد الأيمان.
الخامسة: لطف الله تعالى بعباده بدعوتهم بهذا الوصف.
السادسة: استبعاد الكفر ممن تتلى عليهم آيات الله وفيهم رسوله، فإذا مضت الثانية فالأولى باقية.
السابعة: أن آيات الله لا نظير لها في دفع الشر في سائر الكلام، كما أن رسوله لا نظير له في الأشخاص في دفع ذلك.
الثامنة: الرد على أعداء الله الذين زعموا أن القرآن لا يفهم معناه.
التاسعة: أن الاعتصام بالله جامع.
العاشرة: أن الطرق فيها المعوج وفيها المستقيم.
الحادية عشرة: ذكر حق تقاته.
الثانية عشرة: لطافة الخطاب.
الثالثة عشرة: لزوم الإسلام إلى الممات.
الرابعة عشرة: فيه التنبيه على قوله: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض). لأن ذلك سبب النزول.
الخامسة عشرة: كون الإسلام: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعصية أولئك.
السادسة عشرة: خوفك من الردة وإن كنت من الصالحين.
السابعة عشرة: ذكر الاعتصام بحبل الله وهو القرآن، ففيه دليل على أنه عصمة.
الثامنة عشرة: الأمر بالاجتماع على ذلك.
التاسعة عشرة: تأكيده ما تقدم بالنهي عن الافتراق، وفيه تذكيرهم بالنعمة التي هم فيها بعد تلك البلية.
العشرون: تذكيرهم بالنعمة العظمى، وهي إنقاذهم من النار بعد أن كانوا على شفا حفرة منها.
الحادية والعشرون: ذكره هذا البيان الواضح في آياته.
الثانية والعشرون: أن الفائدة في تعليم العلم تذكر المتعلم واهتداؤه.
الثالثة والعشرون: ذكر الأمر بطائفة متجردة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الرابعة والعشرون: تخصيصها بالفلاح.
الخامسة والعشرون: نهيهم عن مشابهة الذين تفرقوا واختلفوا من بعد مجيء الآيات.
السادسة والعشرون: فيه دليل على أن الله ذكر لنا من البينات في دواء هذا الداء ما فيه الشفاء.
السابعة والعشرون: وعيد من ارتكب هذا المنهي عنه بالعذاب الأليم.
الثامنة والعشرون: بياض الوجوه وسوادها.
التاسعة والعشرون: أن الذين اسودت وجوههم الذين كفروا بعد إيمانهم، ففيه أن الواقعة كفر بعد الإيمان أو تجر إليه.
الثلاثون: الوعد الجزيل لمن سلم من ذلك.
الحادية والثلاثون: التذكر أن هذه النصائح والمواعظ هي آيات الله.
الثانية والثلاثون: أنه سبحانه يتلوها على رسوله، لأجلنا.
الثالثة والثلاثون: تذكرنا بأن تلك التلاوة بالحق.
الرابعة والثلاثون: الاعتذار بأنه لا يريد ظلم أحد من العالمين.
الخامسة والثلاثون: تذكيرنا بأن له ما في السموات وما في الأرض.
السادسة والثلاثون: تذكيرنا بالرجوع إليه.