الذِّي لا تَعِظُهُ نُصُوص الكتاب والسُّنَّة لا فَائِدَة فيه هذا، نعم زيارة القُبُور، والإطلاع عليها، وتَصَوُّر حال المَقْبُورين، وشُهُود المُحتضَرين، هذا مُؤثِّر بلا شك؛ لأنَّ الموت واعظ وزاجِر؛ لأنَّهُ مُقدِّمة للأهوال العَظِيمة التِّي تَلِيه، فَمَنْ اعْتَبَر واتَّعَظْ بِزِيارة القُبُور، وحُضُور المُحتضَرين، وما يَحْصُلُ لهم عند الانتقال من هذهِ الدَّار إلى الدَّار الآخرة مع ما وَرَد في آيات الكتاب ونُصُوص السُّنَّة من الزَّواجر والمواعظ التِّي تُحرِّك القلوب، والقرآن شأنُهُ عظيم {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا} [الحشر/21]، وقُلُوب عُمُوم المُسلمين لا أقول الكل؛ لكنْ الغالب أشد صلابةً من الجبال الرَّواسي، بدليل أنَّهُم تمُرُّ عليهم الزَّواجر؛ ولا يَزْدَجِرُونْ! تمُرُّ عليهم الأوامر؛ ولا يَأْتَمِرُونْ! تمُرُّ عليهم النَّواهي؛ ولا يَنْتَهُون! لو أيّ شخص يسأل نفسهُ حينما يسمع الإمام يقرأ {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المُدثر/8] هل تُحَرِّك فيهِ شَعْرَة؟! يختبر نفسه؟ يقرأ سُورة هُود هل يتأثَّر؟ والله إنُّهُ لا يُوجد فرق بينَ أنْ يَقْرَأ سُورة هُود أو يَقْرَأ خبر رياضي في جَرِيدة، ما هُناك فرق عند كثير من النَّاس ومُحَدِّثُكُم واحدٍ منهم! نحنُ نتحدَّث من واقِع نَعِيشُهُ، ثُمَّ نضطر نتجاوز هذه النُّصُوص ونأتي بأمُور مُحدثة تَشْمَلُها نُصُوصٌ صَحِيحةٌ صَريحة، ونقول: نُتَوِّب العُصاة بها!.