بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ عبد الكريم الخضير:
((قلتُ ثُمَّ أيٌّ؟ قال: برُّ الوالدين)) الوالدان هما سبب وجود الولد، هما السَّبب في وجوده، وهما من أعظمِ الخلْق مِنَّة على المولود، وحَقُّهما من أعظم الحُقوق بعد حقِّ اللهِ تعالى، والعُقُوق كبيرة من كبائر الذُّنُوب، وجاءَ فيه من نُصُوص الوعيدِ ما جاء، حتَّى جاء ((فليعمل العاقُّ ما شاء، فلن يدخل الجنة!)) والرَّحمةُ لا تنزلُ على قاطع رحم، فضلاً عن عاقّ! وإذا تقاطع المُسلمان وتهاجرا لا تُرفع لهما الأعمال حتَّى يصطلحا، فكيف بمن عقَّ والديه؟! وإذا كان التَّأفِيف كلمة من حرفين هما أخفُّ الحُرُوف حرام، ومنصُوص عليهِ بالقرآن، فكيف بما دُونه؟! فلينتبه الولد عُمُوماً، وطالبُ العلم على وجْهِ الخُصُوص من هذهِ المُوبقة نسأل الله السَّلامة والعافية، يُلاحظ على بعض طُلاَّب العلم إنَّهُ من أيسر الأُمُور أنْ يحضر صاحِبُهُ يضرب البوري أو الجرس يجده جاهز مُتأهِّب قبل الحُضُور، ينتظر صاحبه، ويخرج معهُ، ويذهب إلى أيِّ مكانٍ يُريدُهُ؛ لكن إذا قالت الأم أُريد أنْ أذهب إلى المكان الفُلاني، أو إلى أختك الفلانية أو خالتك أو كذا، تبَرَّم، وقال: هو مشغول، وهو بصدد تحصيل علم أو لعمل صالح، كل هذا لا يُجْدِي، هذا أهمّ، إذا كان الجِهاد لإعلاءِ كلمة الله -جلَّ وعلا- لا يجُوزُ إلَّا باستئذان الوالدين فكيف بغيرهِ؟! فلينتبه طالب العلم لهذا.