بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن عبد الوهاب، إلى نغيمش وجميع الإخوان؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: إن سألتم عنا؟ فنحمد إليكم الله، الذي لا إله إلا هو، ونخبركم: أنا بخير وعافية، أتمها الله علينا و عليكم، في الدنيا والآخرة؛ وسرنا والحمد لله ما بلغنا عنكم من الأخبار، من الاجتماع على الحق، والاتباع لدين محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا: هو أعظم النعم المجموع لصاحبه بين خيري الدنيا و الآخرة، عسى الله: أن يوفقنا وإياكم لذلك، ويرزقنا الثبات عليه.
ولكن، يا إخواني: لا تنسوا قول الله تعالى: (وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) (الفرقان: 20) وقوله: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) (العنكبوت: 2 - 3).
فإذا تحققتم: أن من اتبع هذا الدين، لابدَّ له من الفتنة؛ فاصبروا قليلاً، ثم أبشروا عن قريب، بخيري الدنيا والآخرة؛ واذكروا قول الله تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) (غافر: 51) وقوله: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون) (الصافات: 171 - 173) وقوله تعالى: إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين، كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) (المجادلة: 20 - 21).
فإن رزقكم الله الصبر على هذا، وصرتم من الغرباء، الذين تمسكوا بدين الله، مع ترك الناس إياه، فطوبى، ثم طوبى، إن كنتم ممن قال فيه نبيكم صلى الله عليه وسلم: " بدأ الإسلام غريباً، وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء " قيل يا رسول الله، من الغرباء؟ قال: " الذين يصلحون إذا فسد الناس " فيا لها من نعمة ويا لها من عظيمة جعلنا الله وإياكم من أتباع الرسول، وحشرنا تحت لوائه، وأوردنا حوضه، الذي يرده من تمسك بدينه في الدنيا؛ ثم أنتم في أمان الله، وحفظه، والسلام.