بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
إلى من يصل إليه من المسلمين، هدانا الله وإياهم لدينه القويم، وسلوك صراطه المستقيم، ورزقنا وإياهم ملة الخليلين: محمد وإبراهيم؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد: قال الله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) (الأنفال: 39) وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) (آل عمران: 1.3) وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً) إلى قوله: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) الآية (الشورى: 13). فيجب على كل إنسان يخاف الله والنار أن يتأمل كلام ربه الذي خلقه، هل يحصل لأحد من الناس، أن يدين الله بغير دين النبي صلى الله عليه وسلم؟ لقوله تعالى: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) الآية (النساء: 115). ودين النبي صلى الله عليه وسلم: التوحيد؛ وهو معرفة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ والعمل بمقتضاهما .
فإن قيل: كل الناس يقولونها؛ قيل: منهم من يقولها ويحسب معناها، أنه لا يخلق إلا الله، ولا يرزق إلا الله، وأشباه ذلك؛ ومنهم من لا يفهم معناها؛ ومنهم من لا يعمل بمقتضاها؛ ومنهم من لا يعقل حقيقتها؛ وأعجب من ذلك من عرفها من وجه، وعاداها وأهلها من وجه؛وأعجب منه من أحبها وانتسب إلى أهلها، ولم يفرق بين أوليائها وأعدائها، يا سبحان الله العظيم! تكون طائفتان، مختلفتين، في دين واحد، وكلهم على الحق! كلا، والله (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس: 32).
فإذا قيل: التوحيد زين، والدين حق، إلا التكفير، والقتال؛ قيل: اعملوا بالتوحيد، ودين الرسول، ويرتفع حكم: التكفير، والقتال، فإن كان حق التوحيد: الإقرار به، والإعراض عن أحكامه، فضلاً عن بغضه، ومعاداته، فهذا والله: عين الكفر، وصريحه؛ فمن أشكل عليه من ذلك شيء فليطالع سيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، والسلام عائد عليكم كما بدا ورحمة الله وبركاته.