(الظانين بالله ظن السوء)
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:ومما يشبه هذا مسائل:
- الأولى: أن الله ذكر أنه أنزل القرآن، ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور؛ فظن الأكثر ضد ذلك.
- الثانية: ذِكْره أن الإيمان به سبب للعلو في الدنيا، فظن الأكثر ضد ذلك.
- الثالثة: أن الإيمان به واتباعه سبب للعز فظن الأكثر ضد ذلك.
- الرابعة: إنزاله عربيّا بيناً لعلهم يفهمونه، فظن الأكثر ضد ذلك، وأقبلوا على تعلم الكتب الأعجمية لظنهم سهولتها، وأنه لا يوصل إليه من صعوبته.
- الخامسة: ذكر أنهم لو عملوا به لصلحت الدنيا، فظن الأكثر ضد ذلك، لقوله: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا).الآية.(الأعراف 96).
- السادسة: أنه أنزله تفصيلا لكل شيء فاشتهر أنه لا يفي هو، ولا السنة بعشر المعشار.
- السابعة: ذكره سبحانه أنه بوأ إبراهيم مكان البيت، ليدل على نفي الشرك، فاستدلوا به على حسنه.
- الثامنة: أمره سبحانه أن يطهره من المشركين فلا يقربونه، فصار الواقع كما ترى.
- التاسعة: كونه ذكر أن من يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، فصار ظن الأكثر أن الأمر بخلاف ذلك.
- العاشرة: ذكره أن من يتوكل على الله فهو حسبه، فصار ظن الأكثر بخلاف ذلك، بل ذكر بعض الأجلاء: أنه لا يجلب خيراً، ولا يدفع شراً.
- الحادية عشرة: أن تزوج الفقير سبب لغناه، فصار ظن الأكثر بضده.
- الثانية عشرة: أن صلة الرحم سبب لكثرة المال، فظن الأكثر ضد ذلك، فتركت خوفا من نقصه.
- الثالثة عشرة: أن الاقتصار على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم سبب لكثرة العلم وطلب العلم من غيره سبب للجهل فصار الأمر كما ترى.
- الرابعة عشرة: صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لأسماء رضي الله عنها:(ارضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعى عليك)، فذكر سبب الغنى الذي هو عند الأكثر سبب الفقر، وذكر سبب الفقر الذي هو عند الأكثر سبب الغنى، وكذا قوله:(ما نقص مال من صدقة).
- الخامسة عشرة: قوله ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، فذكر سبب زيادة العز الذي يظن الأكثر أنه سبب الذل وزوال العز.
- السادسة عشرة: قوله ما فتح أحد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر فذكر سبب الفقر الذي هو عند الأكثر سبب لزوال الفقر.
- السابعة عشرة: قوله: (ما تواضع أحد لله إلا رفعه) فظنوا ضده.
- الثامنة عشرة: قوله فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما إلى آخره.
- التاسعة عشرة: أن الجهل بكثير هو العلم والخوض بالعكس.
- العشرون: أن الجهاد سبب لبقاء الأنفس والأموال.
- الحادية والعشرون: كون تركه سببا لعذاب الأنفس وذهاب الأموال.
- الثانية والعشرون: كون الهجرة عن الأهل والمال سبب لحياة الدنيا، والأصل في هذا قوله: (ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة) وقوله: (يا أيها الذين آمنوااستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فسرت الحياة: بالقتال، والتهلكة: بالمقام عنه في الأهل، وفسرت بجمع المال، وترك النفقة.
- الثالثة والعشرون: قوله: (إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم)؛ فظنوا ضده.
- الرابعة والعشرون، قوله في ضده: أخر عقوبته حتى يوافى بذنبه يوم القيامة.
- الخامسة والعشرون: لا إلَه إلا ّ الله كلمة التقوى، فجعلوها كلمة الفجور.
- السادسة والعشرون: خلقهم للعبادة، فجعلوها لغيره.
- السابعة والعشرون: إنزاله الكتاب ليقوم الناس بالقسط، فجعل لغير ذلك.
- الثامنة والعشرون:إرسال الرسل، ليعلم أنه الإله الواحد، فجعل لغير ذلك.
- التاسعة والعشرون: إنزال الحديد ليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، فجعل لضد ذلك.
- الثلاثون: شرعت الإمارة لقيام الدين والعدل وإزالة الباطل، فجعلت لضد ذلك.
- الحادية والثلاثون، قوله: (ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا) إلى آخره، ضد ما يخافه ويرجوه الوالد لذريته.
- الثانية والثلاثون، قوله:(هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم).
- الثالثة والثلاثون، قوله: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها).(الإسراء 16).
- الرابعة والثلاثون، قوله: (ويمحق الكافرين).(آل عمران 141).
- الخامسة والثلاثون، قوله: (وإن تولوا فإنما هم فيشقاق فسيكفيكهم الله).(البقرة 137)، وقوله: (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم).(المائدة 49).
- السادسة والثلاثون، قوله: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزناً).(القصص 8).
- السابعة والثلاثون، قوله: (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض).(الآيتين الحج 53-54).